الاحتلام: هو حالة تحدث للإنسان أثناء النوم، وتتميز بخروج المني من الذكر أو المهبل دون إرادة من الشخص، وذلك نتيجة لرؤية حلم جنسي أو تحفيز بدني أو نفسي. الاحتلام لا يعتبر ذنباً أو عيباً، بل هو ظاهرة طبيعية تشير إلى سلامة الجهاز التناسلي والهرمونات. ولكن ما هو حكم الاحتلام في الإسلام؟ وهل يجب على المحتلم أن يغتسل ويصلي؟ وما هي الأحكام الفقهية المتعلقة بالاحتلام؟ هذه هي موضوعات هذا المقال.
حكم الاحتلام في الإسلام
الاحتلام ليس بمعصية أو خطأ، بل هو شيء قدره الله على الإنسان، ولا يحاسب عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" . وقال أيضاً: "رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْـــتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" . فالمحتلم لا يخطئ بشيء، ولا ينبغي له أن يشعر بالذنب أو الحرج، بل يجب عليه أن يشكر الله على نعمة الصحة والعافية.
حكم الغسل بعد الاحتلام
الغسل بعد الاحتلام هو واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة، إذا خرج منهم المني بشهوة أو انقباض. قال تعالى: "وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا احتلم المؤمن فاغتسِـــــــــــــــِلا" . فالغسل من الجنابة شرط لصحة الصلاة والصوم والطواف وغيرها من العبادات. وطريقة الغسل هي أن يغسِّـــــــِلا رأسه وجسده كُلاَّ كُلاَّ، وأن يدخِّلا ماء في فمه وأنفه، ثم يستنجى من مخارج البول والغائط.
حكم التطيب بعد الاحتلام
التطيب بعد الاحتلام هو سنة مستحبة، وليس بواجب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل من جنابة فليتطيب" . والحكمة من التطيب هي أن يزيل رائحة العرق والمني، وأن يتزين لزوجته أو زوجه، وأن يشمم نفسه بالطيبات. وأنواع التطيب هي ما يستعمله الناس من العطور والبخور والزيوت وغيرها.
حكم الصلاة بعد الاحتلام
الصلاة بعد الاحتلام هي فرض على كل مسلم ومسلمة، إذا دخل وقتها، وبعد أن يغتسل من الجنابة. قال تعالى: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة خير العمل" . فالصلاة هي عمود الدين وركن الإسلام، وهي مقياس الإيمان، وهي محاسبة بين العبد وربه. فلا يجوز للمسلم أن يترك الصلاة أو يؤخرها عن وقتها بحجة الاحتلام أو غيره، بل يجب عليه أن يسارع إلى الغسل والصلاة، وأن يستغفر الله من ذنوبه.
حكم التوبة بعد الاحتلام
التوبة بعد الاحتلام هي فضيلة كريمة، ولكن ليست بضرورية. فالمحتلم لا يذنب بشيء، بل هو معذور عند الله، فلا يحتاج إلى التوبة من شيء لم يفعله. لكن إذا كان المحتلم قد ارتكب معصية قبل الاحتلام، كالنظر إلى المحرمات أو الاستماع إلى الموسيقى أو غير ذلك، فعليه أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يندم على فعله، وأن يعزم على عدم العودة إلى المعصية. قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن لا يزال يتوب إلى الله ما لم يغرغر" . فالتوبة هي باب رحمة الله المفتوح للعباد، وهي سبب لمغفرة الذنوب ورفعة الدرجات.
